الأربعاء، 31 يوليو 2013

[ من شب على شيء شاب عليه ] !

قام احد السلف يتهجد الليل ،فرأى ابنه الصغير إلى جواره ،فأشفق عليه لصغره وشدة البرد ومشقة السهر
فقال له : ارقد يا بني فأمامك ليل طويل !
فقال له الولد : فما بالك أنت قمت ؟!
قال : يا بني إنه قد طَلَب مني أن أقوم له ..
قال الغلام الفطن : إني قد حفظت في ما أنزله تعالى في كتابه : { إنَّ ربّك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل و نصفه و ثلثه و طائفة من الذين معك } .
فمن هؤلاء الذين مع النبي صلى الله عليه و سلم ؟!
قال الأب : إنهم أصحابه .
فقال الغلام : فلا تحرمني من شرف صحبتك في طاعة الله !
فبلغت الدهشة أباه فقال : يا بني أنت لازلت طفل لم تبلغ الحلم بعد !
فقال الغلام : يا أبتي إني أرى أمي تبدأ بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها ، فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الكبار إن نحن أهملنا في طاعته !
فانتفض أبوه و قال : قم يا بني فأنت أولى بالله من أبيك .

فلا تهملوا البذر لتجنوا أطيب الثمر "  أعجبتني فأحببت مشاركتكم بها

الخميس، 21 فبراير 2013

مشاكل العالم

من الجميل أن تعود .. أياً كانت "عودتك" وحتى وإن كانت خائبة بعنف .. أحياناً من الجميل أن تضحك ببلادة أمام كل شيء .. من الجميل ألا تبالي بشيء .. أن تضحك من كل قلبك فقط لأنك "تستطيع" .. من الجميل أحياناً أن تكون مستحيلاً على الألم حد الجنون..
أحياناً لا يقارن أي شيء مهما كان براقاً وجميلاً أمام لحظة تبكي فيها من كل قلبك لله.. تخبره بكل شيء وتبكي كالطفل .. بعدها يتحول كل شيء لحقيقة ..
حقيقة تحارب من أجلها بكل أجزائك الصغيرة المحطمة..
أحياناً يكون كل شيء مؤقت بحجة بعض "الأحيان" .. أحياناً أدرك أن كل شيء أقابله ليس أي شيء مما سأقابله .. أحياناً أتمنى أن أتوقف عن كوني "أنا" لأنظر للعالم بشكل مختلف .. أحياناً أتمنى ألاّ يأتي الغد غداً فقط ليصبح الماضي شيئاً يستحق النظر .. أما الآن حيث لا شيء يصمد أمام منظومة الحاضر المتسلسلة بشكل مريب ما بين الأمس والغد سأوجه كل ما أملك صوب الشمس لأصرخ وعيني مغمورتين بالضوء..
أتخيل لو صنعت مكوكاً أضع به كل حكام العالم وعسكرهم، وأطلقه في الفضاء الخارجي .. وأتمنى من أعماق قلبي ألاّ يهبط مكوكهم على كوكب صديق .. حينها لا أدري إن كان سيصبح كل شيء على الأرض منطقيا .. ولكني سأحاول كمدير للعالم حل كل مشاكل العالم مع كوب قهوة وربما سيجارة من النوع المضروب سيكولوجياً .. ولكن الحياة الآن معقدة ومليئة بالملاعين .. لا أدري لمَ الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على أن يكون لعيناً جداً دون غيره من المخلوقات .. لا أدري لعل كل المخلوقات لعينة جداً مثل الإنسان .. لعل الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على ألاّ يكون لعيناً جداً.. لعل سقراط كان يفكر بهذا حين أصبح يعرف بأنه لا يعرف..
ولكن ماذا لو حلت كل مشاكل العالم .. ماذا لو انتهت كل الصراعات وأصبح كل البشر بكل مكان جيدين جداً.. ستصبح الحياة غير منطقية بتاتاً البتة مطلقاً لنصف سكان الكوكب .. لذا سيفكر هذا النصف بأي حكاية تبرر وجوده .. ثم سيحارب النصف الآخر الذي يختلف معه بتلك الحكاية التي يبرر بها وجوده .. الأمر مبرر جداً حين أراقب مجموعة من الحشرات المتشابهة تتصارع على شكل جماعات .. ولكني لا أجد أي مبرر حين أشاهد الحروب .. حين أدرك بأننا في النهاية لا نختلف كثيراً عن الحشرات .. إن الحل النهائي أن أصنع مكوكاً هائلاً لكل عرق وطائفة في العالم وأرسلهم كلهم في الفضاء الخارجي لتعيش كل جماعة في كوكب مستقل ولا يعرفون أبداً أماكن كواكب الجماعات الأخرى .. حينها لا أدري إن كانت الحياة ستكون منطقية لهم بشكل متشابه.. لعل نصفهم سيجد حكاية يبرر بها سبب إرسالهم لهذا الكوكب ليحارب من أجلها النصف الآخر..!
لا شيء يصبح منطقياً حين تستخدم كل الخلايا الصغيرة التي تملكها لتبرر بها هذا التلاصق الذي يكونك داخل ذاك السؤال العميق الذي يدور بداخلك وكأنه إعصار كوني لا يتوقف إلا بالوفاة.. في النهاية سيظل كل شيء على ماهو عليه .. لن تنتهي الحروب أبداً .. ولن يصبح الإنسان شيئاً آخر غير حكاية صراع يبرر بها وجوده..

الأربعاء، 2 يناير 2013

وداعا 2012 ويارب 2013 تكون سنه مليانه حب وسلام لكل الناس

هكذا الحياة نعيشها

هكذا الحياة نعيشها لا نعلم ما القادم ولكن ما يجب ان نعلمه اننا ان عشنا فلنعش لحظتنا بلحظتها ولنترك القادم لميعاده وحين يأتى سنعيشه بحذنه أو فرحه المعلومات الشخصية معلوم أن الإنسان يعيش حياة واحدة , ولكن للأسف أننا نعيش هذه الحياة نبحث عن المفقود ولا نستلذ بالموجود , وإلا لو كنا راشدين لاستمتعنا بما هو موجود ولا بأس أن نستكمل المفقود . هذه دعوة لي ولك أن نسعد ونستمتع بحياتنا وبمكوناتها التي وهبنا الله إياها فقد وهبنا الكثير له الحمد ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) .فاسعد بلحظتك التي أنت فيها واستمتع بكل مكونات الحياة . استمتع بلحظات الشروق ولحظات الغروب وأعلم أن شروق الشمس يعني البداية ليوم جديد فلا تفسد يومك بنظرتك التشاؤمية وكن متفائلا تُحسن الظن بربك وابتسم فقد تبسم لك الكون فلا تكن أنت الذي تصنع تعاستك بنفسك , وإذا رأيت لحظات الغروب فاستمتع بها فإنما هي تقول لك آن لك أن تخلُد إلى الراحة وتستريح ولا تحمل أعباء يومك لتفسد بها جمال ليلك , استمتع بنومك ويقظتك فحينما ترتمي على فراشك فاستمتع بتلك اللحظات وأعلم أن غيرك قد حُرم منها وحينما تستيقظ فاستمتع بتلك اللحظة التي وهبك الله فيها حياة جديدة , واستمتع بعملك واجعله وسيلة للقرب من الله ونفع البشرية مهما كان هذا العمل الذي تقوم به واستمتع بنظرتك لأبنائك واستمتع بجمال عينيك التي حرمها غيرك , استمتع بعبادتك وكن لله شاكرا وذاكرا في حركاتك وسكناتك وحينما تسجد فاستمتع بهذه اللحظات وحينما تقف بين يدي الله فاستمتع بهذه الوقفة التي شرفك الله بها . استمتع بذكرك لله ويكفيك فخرا أنك في معية الله وأنت تذكره (أنا مع عبدي حين يذكرني ) فأي شرف يداني هذا الشرف . كن دائم التبسم وكن كثير الحمد لله فقد وجدتهما من أعظم مفاتيح السعادة التي حرمها الكثير من الناس ظنا وجهلا أنهم سيجدونها في جمع الثروات ونيل المناصب والمكانات فكانوا أتعس الناس , ولو كانت السعادة في حُطام الدنيا لحُرم منها أغلب الخلق , ولكن السعادة منبعها من داخلك ولا علاقة لها بالمكونات الخارجية فإنما تلك من الأسباب ولكنها ليست من الأركان فالبذرة مهما كانت صالحة لا تنب في الأرض البور فكن أرضا خصبة تنبت فيها السعادة وأعلم أن مكونات الحياة منها 98% تدعو للسعادة و 2% تدعو للحزن والبؤس ولكن للأسف أننا نظرنا للـ 98% بمنظار الـ 2% ونظرنا للثانية بمنظار الأولى فضاقت علينا الحياة . الحياة حلوة فاستمتع بكل لحظاتها سواء كانت حلوة أو مرة وأنت حينما تستمتع وتسعد بكل تلك اللحظات فإنما تبرمج نفسك على السعادة وستجد بعد ذلك أن كل مكونات الحياة حلوها ومرها يدعو للسعادة . كتب الله لي ولك السعادة في الدارين .


حسين الجسمي حبيبي برشلوني